سيطر الحذر على الفريقين منذ بداية المقابلة، وكانت الخطورة في البداية لصالح سلوفينيا التي كانت أكثر ثقة وحضوراً من المنتخب العربي الجزائري الذي بدا عليه الاهتزاز بطبيعة الحال لمشاركته لأول مرة في هذا العرس الكروي الكبير منذ عام 1986، لهذا لم يكن غريباً أن تأتي الفرصة الأولى للمنتخب السلوفيني في الدقيقة 21 بتسديدة من رادوسلافيتش إثر ركلة حرة مباشرة من على بُعد 25 ياردة ابعدها فوزي شاوشي بقبضة يده بشجاعة يُحسد عليها، وتواصلت السيطرة السلوفانية والحضور البدني القوي والضغط منهم على حائز الكرة في منتصف الملعب حتى جاءت الدقيقة 26 التي شهدت دخول عناصر المحاربين لجوء اللقاء بتبادل الكرة بين يبدا ومهدي لحسن وكريم زياني وساعدهم أكثر على زيادة النجاعة الهجومية صعود نذير بلحاج من اليسار وفؤاد قدير من اليمين وتحركات رفيق جبور الداؤبة وإن كانت غير مؤثرة وفي غير محلها لكنها شتت الدفاع السلوفيني بعض الشيء، والعمل في مجمله كان جيد بما أنه يلعب بمفرده في الهجوم ومن خلفه لاعب لا يمتلك الصفات الهجومية الكاملة ألا وهو "كريم مطمور".
ولاحت الفرصة الجزائرية الحقيقية في الشوط الأول للمدافع المتقدم لأداء الدور الهجومي "رفيق حليش" في الدقيقة 36 عندما حول عرضية من ركلة حرة غير مباشرة برأسه لتذهب جوار القائم الأيسر للحارس سمير هاندانوفيتش.
ازدادت الثقة في نفوس نجوم المنتخب الجزائري بعد هذه الفرصة المؤكدة للتسجيل وبدأ نذير بلحاج يتقدم أكثر ويحاول التوغل والمراوغة إلا أن كريم زياني لم يكن في مستواه المعهود حيث تطرف كثيراً جهة اليسار ونسى التوغل من العمق ومساندة مطمور وجبور، لهذا ظهر الثلث الأخير من الملعب الجزائري بعيد عن بعضه أثناء العمليات الهجومية، وما يجسد هذه الحالة العرضية التي اضطر بلحاج لإرساله إلى كريم مطمور في الدقيقة 39 من أقصى اليسار لاقصى اليمين من فوق رؤوس جميع اللاعبين وصّعب ترويض الكرة على كريم مطمور الذي اضطر لتسديدها بسرعة فوق القائم بحوالي 8 ياردات تقريباً.
قبل نهاية الشوط الأول ابعد فوزي شاوشي تسديدة خطيرة في الدقيقة 43 من على بُعد 23 ياردة جاءته من اللاعب بيرسا ولحسن الحظ ذهبت الكرة في منتصف المرمى فكان الأمر سهلاً على شاوشي.
حاول رابح سعدان تغيير طريقة لعب الفريق بدفعه بعبد القادر غزال بدلاً من رفيق جبور مع تجاهل مستمر لرفيق صايفي، واصطدم غزال في بداية مشاركته في الدقيقة 58 بالحصول على بطاقة صفراء وبغرابة لمس الكرة بيده اليمنى داخل منطقة الجزاء محاولاً تمهيد الكرة لنفسه لإحراز هدف التقدم لكن الحكم تفطن للكرة وقام بإشهار البطاقة الحمراء له في الدقيقة 74 لتهبط معنويات نجوم المنتخب الأخضر ويأتي هدف الفوز لسلوفينيا في الدقيقة 79 إثر تسديدة مقوسة للاعب الوسط "روبرت كورين" نجم ويست بروميتش ألبيون، وذهبت كرته لولبية بعض الشيء ومع محاولة شاوشي غير الجادة لإبعاد الكرة وذلك باحتضانها لتعبر الكرة إلى الشباك في خطأ فادح لا يغتفر للحارس.
ولم يستطع الخضر من إدراك هدف التعديل وانتهى اللقاء بهذه النتيجة التي أمنت لسلوفينيا صدارة المجموعة برصيد 3 نقاط بفارق نقطتين عن إنجلترا والولايات المتحدة الأميركية، وتذيلت الجزائر المجموعة بدون أي نقطة ومباراتها المقبلة ستكون ضد إنجلترا التي تعهد نجومها بالتعويض بعد التعادل المخيب مع الولايات المتحدة.